الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

هل بقي لصالات السينما عندنا مطرح؟



كثر الحديث قبل الحرب بفترة وجيزة عن ضرورة إحياء صناعة السينما في سوريا، خاصة بعد افتتاح مجمع سينما سيتي (سينما دمشق سابقاً) في 2009  و صالة كندي - مشروع دمر في 2011 و وعود الدولة بإلزام المجمعات التجارية (المولات)، سواء تلك التي في طور التأسيس، أو التي ستفتتح مستقبلاً بإنشاء مجمع سينمات أو دار عرض واحدة، على الأقل، في كل مركز تجاري أسوة بالدول المجاورة و ترافق ذلك مع عودة مبشرة للقطاع الخاص إلى الإنتاج و صدور قرارات لتنشيط القطاع السينمائي أهمها إلغاء قانون حصر استيراد الأفلام بمؤسسة السينما و إعفاء أصحاب الصالات القديمة من الرسوم الجمركية عند استيراد معدات العرض الحديثة و اللازمة لتطوير صالاتهم و تجدد بهذا أمل السينمائيين بإمكانية نهوض صناعة سينمائية حقيقية سبق و أن انتعشت في السبعينيات لكنها سرعان ما انهارت تماماً منذ نهاية الثمانينيات و لكن و مع اندلاع الأحداث توقف كل شيء: ألغيت مشاريع و أًجِلَت أخرى و أمسى الحديث عن صناعة السينما ضرباً من الهبل أو الجنون.
في منتصف 2014 افتتح مجمع آب تاون – مشروع دمر و الملفت أن أحداً من السادة المالكين أو المستثمرين لم يفكر بافتتاح صالة سينما (صالة واحدة على الأقل!) ضمن المجمع رغم توفر المساحة و رأس المال اللازم، و قد يبرر المعنيون ذلك بتدني نسبة الإقبال الجماهيري على السينما و في هذا جزء من الحقيقة و لكنه ليس الحقيقة كلها فسينما سيتي لا تزال تشهد إقبالاً منطقياً، أو مقبولاً في أسوأ الأحوال، كما أن سينما الشام (قبل أن تغلق منذ عشر سنوات لأعمال الصيانة!) كانت تشهد ازدحاماً شديداً على الأفلام المصرية و الأجنبية و هذه حالة يتذكرها رواد الصالة و المهتمون جيداً و يبدو بوضوح أن المشكلة تكمن في عدم إدراك أصحاب الفعاليات الإقتصادية و المستثمرين لأهمية صالات السينما سواءً لناحية جدواها المالية أو لناحية مساهمتها باستنهاض صناعة توفر فرص العمل و تحقق دورات سريعة لرؤوس الأموال.
نترقب خلال الفترة القادمة إطلاق مشاريع هي جزء من إعادة الأعمار و هذه فرصة ذهبية لإنشاء سوق سينمائي قوامه دور عرض تتوزع على كافة المحافظات بما يتناسب مع الكثافة السكانية، تشكّل بدورها قاعدة أساسية لا غنى عنها لدفع الإنتاج السينمائي و توفير بيئة مثالية تضمن استمراره و لعل أبرز هذه المشاريع و أقربها إلى التنفيذ هو ما يتم تداوله عن تجديد و توسعة و إقامة لمركز تجاري داخل فندق فورسيزنز دمشق فهل بقي عند السادة أصحاب هذا المشروع، و 
الذي ينتج بعضهم للتلفزيون، لصالات السينما مطرح؟

عمرو علي
2018 / 8 / 6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق